خديجة المسكين
تواصل السينما المغربية شد الأنظار خارج الحدود. فبعد سنوات من تراكم التجارب وتنامي حضورها في المهرجانات الدولية، جاء الدور هذه المرة على سوق الفيلم الأوروبي European Film Market ضمن مهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث يحل المغرب ضيف شرف دورته الـ76، المقررة ما بين 12 و18 فبراير 2026.
اختيار المغرب لهذه المكانة ليس مجرد بروتوكول ثقافي، بل اعتراف بحركية سينمائية تتطور على مستوى الكتابة والرؤية الإنتاجية، وبجيل من المهنيين بات يفرض وجوده في صناعة لم تعد تعرف حدوداً.
ضمن هذا السياق، أعلن المركز السينمائي المغربي عن اختيار عشرة مشاريع سينمائية مغربية للاستفادة من برنامج مواكبة داخل “FOCUS MAROC – EFM”، يشمل الأعمال قيد التطوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج، من توقيع منتجين ومنتجات قدموا رؤى تبدو واعدة في أعين اللجنة.
إعلان انتقاء هذه المشاريع لم يأتِ من فراغ، بل أعقب دعوة مفتوحة تم إطلاقها خلال فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (17 – 25 أكتوبر 2025)، حيث تقاطرت الترشيحات على منصة المركز خلال فترة امتدت من 25 أكتوبر إلى 24 نونبر.
لتختار لجنة التحكيم في النهاية عشرة أسماء تمثل تنوعاً من حيث الخلفيات والمدارس الإنتاجية:
1. كريم دبّاغ – Kasbah Films
2. مريم عدو – Iris Production
3. أميمة الزكري عجرّاوي – Seven Shots
4. فيصل القديري – Cygnus Productions
5. إلهام رؤوف – Abel Aflam
6. علاء الدين الجم – Le Moindre Geste
7. لطفي أوخيار – Azir Productions
8. رشيدة السعدي – JanaProd
9. لمياء الشرابي – La Prod
10. خديجة العلمي – K Films
الرهان الأكبر في هذا البرنامج لا يكمن في اختيار الأسماء بحد ذاته، بل في الفضاء الذي ستجد فيه هذه المشاريع نفسها وسط شبكة من محترفي الصناعة: موزعين، ممولين، وكلاء مبيعات، ومستشارين دوليين.
سيخضع كل مشروع لمواكبة مهنية فردية، كما سيحظى حاملوه بفرصة تقديم أعمالهم داخل أروقة السوق الأوروبية للفيلم، حيث تُصنع غالباً مصائر الأفلام قبل خروجها للنور.
من خلال هذه الخطوة، يؤكد المركز السينمائي المغربي أنه يتحرك في اتجاه تعزيز حضور السينما المغربية كقطاع إبداعي قابل للتموقع ضمن اقتصادات الصناعة العالمية.
فالغاية ليست فقط السفر للمهرجانات، بل تمكين مشاريع مغربية من فرص التوزيع، التمويل، والربط السوقي؛ وهي عناصر تحدد عادة مصير الأفلام في مرحلة ما بعد التنفيذ.
باختصار، لم يعد الحديث عن «سينما مغربية واعدة» مجرد شعار، بل أصبح أشبه بمشروع استراتيجي تتولى مؤسسات مهنية الدفع به نحو واجهة المشهد الدولي