تستعد العاصمة السعودية الرياض لاحتضان فعاليات مؤتمر النقد السينمائي الدولي، الذي تنظمه هيئة الأفلام السعودية في الفترة من 7 إلى 9 نونبر 2025، تحت شعار «السينما… فن المكان».
ويُعد هذا المؤتمر محطة فكرية بارزة تجمع نقادًا وباحثين ومبدعين من العالم العربي والعالم، لمناقشة التحولات الجمالية والفكرية التي تشهدها السينما المعاصرة، من زاوية العلاقة بين الصورة والمكان والهوية.
ومن بين الأسماء المشاركة، يبرز الناقد والكاتب المغربي سعيد المزوري الذي يمثل المدرسة المغربية في النقد السينمائي، المعروفة بعمقها الفكري وتنوع مقارباتها التحليلية. فالمزوري، من خلال مقالاته ودراساته، جعل من النقد ممارسة فكرية تسعى إلى تفكيك اللغة البصرية واستكشاف أبعادها الاجتماعية والثقافية.
النقد كفعل تفكير ومعرفة
يرى سعيد المزوري أن النقد السينمائي ليس مجرد تعليق على فيلم، بل هو فعل تفكير وتأمل في الوجود الإنساني من خلال الصورة.
وفي مداخلته ضمن المؤتمر، سيتناول موضوع “المكان في السينما العربية”، محاولاً استكشاف كيفية تحوّل الفضاءات الجغرافية إلى فضاءات رمزية تحمل في عمقها الذاكرة الفردية والجماعية، وتعكس التوتر بين الماضي والحاضر، وبين الواقع والتخيل.
حضور مغربي يعزز الحوار العربي
تأتي مشاركة سعيد المزوري في هذا الملتقى لتؤكد الحضور الفاعل للنقد المغربي في الساحة الثقافية العربية، ولتبرز الدور الريادي للمفكرين والنقاد المغاربة في تطوير الخطاب السينمائي المعاصر.
وقد أسهم المزوري عبر مسيرته الطويلة في بناء جسر من الحوار بين السينما المغربية والعربية، عبر مقاربات نقدية تمزج بين الحس الجمالي والدقة الأكاديمية، وتضع المتفرج في صلب النقاش حول معنى الصورة ووظيفتها.
الرياض… فضاء للحوار والتجديد
يشكل المؤتمر، ببرنامجه الغني الذي يضم جلسات حوارية وورشات ماستر كلاس وعروضًا سينمائية، منصة حقيقية للتفكير الجماعي في قضايا السينما والنقد.
ويراهن المنظمون على أن يكون هذا اللقاء محطة لإعادة صياغة دور الناقد في زمن تتسارع فيه التحولات التقنية والبصرية، وتتشكل فيه علاقة جديدة بين السينما والواقع.
النقد المغربي في قلب المشهد العربي
إن حضور سعيد المزوري في مؤتمر الرياض لا يمثل فقط مشاركة فردية، بل هو تجسيد لتطور المدرسة النقدية المغربية التي استطاعت أن تفرض مكانتها في الساحة العربية والدولية.
فبفضل أقلام مثل المزوري، يتحول النقد إلى مساحة للمعرفة والتفكير، وإلى جسر يربط بين الإبداع والتحليل، وبين السينما كممارسة فنية والإنسان ككائن يبحث عن المعنى من خلال الصورة.